زوعا أورغ/ السويد – متابعات
في كل صيف، تجتمع فرق شبابية من مختلف دول العالم في بطولة Gothia Cup بمدينة غوتنبرغ في السويد، وهي تُعدّ أكبر بطولة كرة قدم للشباب في العالم. وتتحول هذه البطولة إلى مساحة للتعارف بين الشعوب، والتبادل الثقافي، والاحتفال بالمواهب الصاعدة. من بين هذا الحشد العالمي، يبرز حضور أبناء شعبنا من أصول عراقية وسورية، الذين يمثلون شعبًا عريقًا عانى من التهجير والتشتت، لكنه لا يزال حيًّا بهويته ولغته ورموزه القومية.
مشاركة أبنائنا في هذه البطولة لا تقتصر على كونها رياضية، بل تحمل أبعادًا قومية واضحة. فهؤلاء اللاعبون لا يدخلون الميدان كمجرد أفراد، بل كصوت لشعب كامل. في Gothia Cup، يظهرون بهوية موحدة، يرفعون علم الأمة، ويرتدون قمصان فرق تحمل أسماء قومية مثل Assyriska BK، Suryoye Turabdin، Norsborg IF، وValsta Syrianska – وهي فرق تأسست من قبل أبناء شعبنا في المهجر لتعكس الهوية والانتماء، ولتكون منابر قومية بوسائل عصرية.
من بين أبرز هؤلاء اللاعبين:
داني كيوركيس: أحد أبرز المواهب في خط الوسط، لعب ضمن فرق قومية في السويد، وشارك أكثر من مرة في Gothia Cup. يتميز بمهارات فنية عالية وقائد ميداني داخل وخارج الملعب.
روبين بولص: مهاجم من أصول عراقية آشورية، انطلق من بطولات الشباب ووصل لاحقًا إلى فرق منافسة في الدوري السويدي الممتاز.
جورج اسحق: لعب لفرق تمثل شعبنا في السويد، وشارك في عدة دورات محلية ودولية، وكان ضمن وفد فرق المهجر في Gothia Cup.
آرام كوركيس: حارس مرمى موهوب من الجالية في بلدية سودرتاليا، مثّل فريق Assyriska FF في عدة بطولات شبابية وكان مثالاً في الانضباط والحضور القومي.
نيللي أفرام: لاعبة من الجيل النسوي الصاعد، شاركت في فرق نسوية آشورية في أوروبا، وساهمت في رفع اسم الجاليات النسوية في هذه التظاهرات الرياضية الدولية.
إن وجود هؤلاء اللاعبين، إلى جانب العشرات من أبناء شعبنا الآخرين، ليس مجرّد مشاركة، بل هو رسالة: نحن لسنا شعبًا انتهى أمره، بل نحن أمة لا تزال تنجب وتبدع وتقاوم. كل هدف يُسجّل، كل تمريرة دقيقة، وكل فوز يُحقق، يُمثّل انتصارًا للهوية وصرخةً في وجه محاولات الذوبان والاندماج السلبي.
بطولة Gothia Cup أصبحت بالنسبة لشعبنا منبرًا عالميًا للتعبير عن الذات، وفرصة لتثبيت وجودنا كأمة عريقة لها مستقبل رغم كل ما مرّت به. وهي أيضًا فرصة للربط بين الأجيال الجديدة في المهجر وتاريخهم العميق، من خلال الرياضة كلغة يفهمها الجميع. فرقنا القومية لا تتردد في رفع الأعلام التاريخية، وتزيين ملاعب السويد برموز آشور ونينوى، وهو ما يجعل تفاعل الجماهير المحلية والدولية مع قضيتنا ملموسًا وفعّالًا.
إننا بحاجة اليوم إلى تنظيم هذه المشاركة بشكل أكبر، ودعمها ماديًا وإعلاميًا من خلال مؤسساتنا القومية، حتى لا تبقى مجرد جهود فردية متفرقة. دعم الفرق التي تمثل شعبنا في المهجر، خاصة في بطولات بهذا الحجم، هو استثمار في الوعي القومي، وفي بناء شخصية الجيل الجديد الذي يفتخر بأصله ويحمل رسالته في كل مجال، حتى في كرة القدم.
في النهاية، ما يحققه أبناء شعبنا في Gothia Cup هو أكثر من إنجاز رياضي؛ إنه إثبات على أننا نملك القدرة على الاندماج دون الذوبان، وعلى المنافسة دون أن نتخلى عن قيمنا، وعلى أن نظهر للعالم أننا باقون، نلعب ونبدع، نحمل الراية، وننقل القضية من الميدان السياسي إلى الميدان الرياضي… بثقة وأمل وكرامة.
Inlägget مشاركة أبناء شعبنا في Gothia Cup: كرة القدم كصوت قومي في المهجر dök först upp på zowaa.org.